القيادة الآمنة للدراجات النارية في قلب Media Driving Tour 2025

ضمن فعاليات Media Driving Tour 2025، لم تقتصر التظاهرة على تجربة المركبات واستكشاف المناطق، بل شهدت محطة وادي سوف تنظيم مؤتمر صحفي توعوي حول سلامة سائقي الدراجات النارية، بمشاركة عدد من الوجوه البارزة في هذا المجال، وذلك بهدف تسليط الضوء على التحديات التي تواجه هذه الفئة، وتقديم جملة من النصائح المباشرة للرفع من مستوى الوعي والتعايش بين مستخدمي الطريق.
المؤتمر عرف حضور الصحفي ومنظّم التظاهرة السيد نبيل مغريف، إلى جانب السيد خير الدين سرير، سائق محترف ومكوّن في القيادة الاحترافية، والسيد زهير، مسؤول الاتصال لدى VMS Industrie، بالإضافة إلى كل من السيد محمد سعدون والسيد سفيان، ممثلَين عن مجموعة HOG (Harley Owners Group). وقد أجمع المتدخلون على أن العلاقة بين سائقي السيارات والدراجات تحتاج إلى إعادة بناء على أسس من الاحترام المتبادل والفهم الحقيقي لسلوك كل طرف على الطريق.
أحد المحاور الأساسية التي تم تناولها هو الطريقة التي يتنقل بها سائقي الدراجات وسط الازدحام المروري، حيث أُكد أن العديد منهم يعتمدون السير بين المسار الأيسر والمسار الأوسط، وهو أمر شائع يتطلب من سائقي السيارات مراجعة سلوكهم خلف المقود، والانتباه الدائم عبر المرايا الجانبية، وفتح المجال لمرور الدراجات بطريقة آمنة دون تعريضهم للخطر. كما تمت الإشارة إلى أن استخدام سائقي الدراجات لصوت المحرك المرتفع في بعض المواقف لا يعني بالضرورة سلوكًا عدوانيًا، بل غالبًا ما يكون بمثابة تنبيه خفيف للتعبير عن وجودهم في النقطة العمياء، تمامًا كما يُستخدم المنبه الصوتي.
وتطرّق المؤتمر أيضًا إلى مسؤولية سائق الدراجة نفسه، حيث نُصح بضرورة التأكد من أن سائق السيارة قد رآه قبل تجاوزه، سواء من خلال التواصل البصري المباشر عبر النوافذ أو عبر مراقبة وضع المرايا. كما نُبه إلى أهمية اتخاذ موقع مناسب داخل رواق السير، تحديدًا على الجهة اليسرى منها، لتفادي الحصى والمخلفات التي قد تتسبب في انزلاق العجلة وفقدان التوازن.
في جانب آخر، شُدد على أهمية استخدام كل وسائل الحماية الشخصية دون استثناء، بداية من الخوذة المعتمدة، والقفازات، وواقيات الركبة، وصولًا إلى سترة الحماية الخاصة بالظهر، والتي كثيرًا ما يُغفل عنها رغم أهميتها في تخفيف الإصابات في حالات السقوط. كما طُرحت نصيحة تقنية دقيقة، وهي ضرورة استخدام إصبعين فقط عند الضغط على الفرامل الأمامية، لتفادي فقدان السيطرة نتيجة انزلاق اليد أو الإفراط في الكبح.
خلال الجلسة، طُرحت مجموعة من الأسئلة والنقاشات الحية بين الحاضرين، تم خلالها تناول أبرز التحديات اليومية التي يواجهها سائقي الدراجات، مثل رمي النفايات من نوافذ السيارات، والتجاهل الكامل لوجودهم، وحتى منع دخولهم إلى بعض مواقف السيارات، وهي ممارسات تعكس غياب وعي حقيقي بخصوصية هذه الفئة من مستعملي الطريق.
كما طُرحت مسألة لا تزال محل جدل: هل يجب على الدراجات أن تقف وسط الزحمة مثل السيارات؟ أم يُسمح لها دائمًا بالتنقل بين الصفوف؟ وهو نقاش مفتوح يُظهر الحاجة الماسة إلى تقنين أو توضيح القواعد بخصوص هذه المسألة.
مؤتمر السلامة المرورية خلال Media Driving Tour لم يكن مجرد نشاط ثانوي، بل شكل خطوة فعالة نحو ترسيخ ثقافة قيادة أكثر نضجًا، وأكثر احترامًا، على أمل أن تُحدث مثل هذه المبادرات فرقًا حقيقيًا في واقع الطرق الجزائرية.